مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٦٨
فلو أنهم سعوا في طلب العلم وتحصيل المعرفة بما يجب عليهم من صفات صاحب الأمر وعلاماته ودلائله وعلامات ظهوره كانوا من الناجين ولم يرتدوا عن الدين نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم والعمل ويعصمنا من الخطأ والزلل إنه سميع مجيب. ويأتي في الأمر الآتي مزيد توضيح وتبيين لذلك إن شاء الله تعالى.
ويدل على المقصود أيضا أن إطاعة أوامره واجبة لقوله تعالى * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وحينئذ يجب على المؤمن معرفة علامات ظهوره، ليطيع أوامره إذا ظهر، وليتميز الحق من الباطل، ونحن نذكر هنا بعض ما رواه الشيخ الأجل محمد ابن إبراهيم النعماني (رضي الله عنه) في كتاب الغيبة (1):
- فمنها بإسناده عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: للقائم (عليه السلام) خمس علامات: السفياني واليماني، والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء.
- وفي خبر آخر عنه (2) (عليه السلام) أنه قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت:
وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.
- وعن عبد الله بن سنان عنه (3) (عليه السلام) أنه قال النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها.
- وعن البزنطي (رضي الله عنه) عن الرضا (عليه السلام) (4) أنه قال: قبل هذا الأمر السفياني، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، وكف يقول هذا وهذا.
- وعن أبي بصير (5) عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم، تطلع ثلاثة أيام أو سبعة، فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم.
ثم قال (عليه السلام): الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان لأن شهر رمضان شهر الله، وهي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق.

١ - الغيبة: ١٣٣ باب علامات الظهور.
٢ - الغيبة: ١٣٢ علامات الظهور.
٣ - الغيبة: ١٣٤ علامات الظهور.
٤ - الغيبة: ١٣٤ علامات الظهور.
٥ - الغيبة: ١٣٤ علامات الظهور.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»