مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٥
في ذكر فضائله ومناقبه (عليه السلام) الأمر السادس إظهار الشوق إلى لقائه وهو من علامات أحبائه وأهل ولائه ولا ريب في رجحانه واستحبابه لورود ذلك في الأدعية المروية لجنابه ونعم ما قيل:
قلبي إليك من الأشواق محترق * ودمع عيني من الآماق مندفق الشوق يحرقني والدمع يغرقني * فهل رأيت غريقا وهو محترق ويدل على المقصود أن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يظهر الشوق إلى رؤيته كما عرفت في الحديث المروي عنه في وصف المهدي (عليه السلام) في حرف العين المهملة حيث قال بعد أن بين جملة من صفاته وعلاماته، وأمر ببيعته وإجابة دعوته " هاه " وأومى بيده إلى صدره شوقا إلى رؤيته وقد مر الخبر بطوله في علمه صلوات الله عليه.
- ويدل على ما ذكرنا أيضا ما روى في البحار (1) عن كتاب المزار الكبير بإسناده عن أحمد بن إبراهيم قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا (عليه السلام) فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له: نعم فقال لي شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه فإن أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسأل الاجتماع معه إنه عزائم الله والتسليم لها أولى ولكن توجه إليه بالزيارة. الخبر.
أقول: حسن الشوق إليه أمر واضح لا سترة فيه لأن ذلك من لوازم المحبة التي لا تنفك عن الأحبة وقوله: شكر الله لك شوقك، فيه إيماء إلى ما يترتب على ذلك من الثواب الجميل كما يدل عليه قول الصادق (عليه السلام) في الحديث الآتي مع ما فيه من التبجيل والتجليل.
وأما قوله: لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه (الخ) فالمراد رؤيته بنحو الأئمة السابقين صلوات الله عليهم أجمعين يعني رؤيته في كل وقت يراد لنيل هذا المراد وأما طلب رؤيته مطلقا فهو أمر غير ممنوع، بل هو من وظائف أهل العمل المشروع وفوزهم بذلك ليس بنادر الوقوع.

1 - البحار: 102 / 96 باب 7.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»