مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٢٧
غيرهم ولا يتناول منها بأمر الله إلا هم.
ومنها: ما كان تناوله النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير، حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش، ولا تعب ولا نصب، وهي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة أن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار والمأكول وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار، والفواكه، والأطعمة فلذلك اختلف الحاكون لتلك الشجرة، فقال بعضهم: هي برة، وقال آخرون: هي عنبة، وقال آخرون: هي تينة، وقال آخرون: هي عنابة.
قال الله تعالى * (ولا تقربا هذه الشجرة) * تلتمسان بذلك درجة محمد وآل محمد وفضلهم، بإذن الله عز وجل ألهم علم الأولين والآخرين من غير تعلم ومن تناول منها بغير إذن الله، خاب عن مراده وعصى ربه، الخبر.
- ويشهد لذلك أيضا ما في تفسير البرهان (1) عن ابن بابويه (ره) بإسناده عن الصادق (عليه السلام)، في حديث طويل، قال: فلما أسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة، قال لهما:
* (كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) * يعني شجرة الحنطة * (فتكونا من الظالمين) * فنظرا إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم، فوجداها أشرف منازل الجنة، فقالا: يا ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال جل جلاله: ارفعا رؤوسكما إلى ساق العرش فرفعا رؤوسهما فوجدا أسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش، بنور من نور الله الجبار جل جلاله.
فقالا: يا ربنا، ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك! وما أحبهم إليك! وما أشرفهم لديك فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة علمي، أمنائي على سري، إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد، وتتمنيا منزلتهم عندي، ومحلهم من كرامتي، إلى أن قال الصادق (عليه السلام):
فلما أراد الله عز وجل أن يتوب عليهما، جاءهما جبرائيل فقال لهما إنكما ظلمتا أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى أرضه، الخبر.

١ - تفسير البرهان: ١ / 82 ذيل 11.
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»