مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤١٦
ويدل على ذلك الأخبار الكثيرة المتواترة القطعية، ولو أردت ذكرها لكان كتابا مفصلا، وإن وفقني الله تعالى ألفت في هذا الباب ما يكون تذكرة وتبصرة لأولي الألباب.
وعن السيد الجزائري (1) رحمه الله تعالى أنه قال: الأخبار الدالة على هذا المطلب كثيرة جدا، والذي اطلعت عليه منها زهاء ألف حديث.
وعن الصدوق في اعتقاداته (2) قال: ويجب أن يعتقد أن الله عز وجل لم يخلق خلقا أفضل من محمد (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) إلى آخر ما قال.
وعن المجلسي في اعتقاداته (3) قال: ثم لا بد أن تعتقد في النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) أنهم أشرف المخلوقات جميعا، وأنهم أفضل من جميع الأنبياء (عليهم السلام)، وجميع الملائكة. انتهى.
- ومما يدل على ذلك من الأخبار الكثيرة ما رواه ثقة الإسلام الكليني (ره) في أصول الكافي (4) بإسناده عن أمير المؤمنين، في حديث قال: * (إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه، وصراطه، وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون) *. الخبر.
ويدل عليه أيضا الأخبار الناصة بأنهم مثل النبي في كل شئ، إلا النبوة:
- ففي أصول الكافي (5) بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحدا فأما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) فلهما فضلهما. انتهى.
- ويدل عليه (6) أيضا الروايات الدالة على أن عندهم اثنين وسبعين حرفا من الاسم

١ - الأنوار النعمانية: ١ / ٣٣.
٢ - المطبوعة مع باب الحادي عشر ص ٩٧.
٣ - الاعتقادات: ٧٨ في الحواشي في الباب الحادي عشر.
٤ - الكافي: ١ / ١٨٤ / ح ٩.
٥ - الكافي: ١ / ٢٧٥ باب أن الأئمة في العلم والشجاعة سواء ح ٣.
٦ - في أصول الكافي ١ / 222 ح 6 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم، قيل له:
وما النهر العظيم؟ قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعلم الذي أعطاه الله، إن الله عز وجل جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) سنن النبيين، من آدم وهلم جرا إلى محمد (صلى الله عليه وآله)، قيل له: وما تلك السنن؟ قال: علم النبيين بأسره وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صير ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له رجل: يا ابن رسول الله، فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): اسمعوا ما يقول: إن الله يفتح مسامع من يشاء إني حدثته أن الله جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) علم النبيين وأنه جعل ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يسأل أهو أعلم أم بعض النبيين؟
أقول: الثماد: الماء القليل الذي لا مادة له كما قيل (لمؤلفه).
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»