مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٢٥
- وبإسناده: (1) عن سدير الصيرفي قال كنت بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) أعرض عليه مسائل قد أعطانيها أصحابنا: إذا خطرت بقلبي مسألة، فقلت: جعلت فداك، مسألة خطرت بقلبي الساعة قال: أليست في المسائل؟ قلت: لا قال: وما هي؟ قلت: قول أمير المؤمنين (عليه السلام):
إن أمرنا صعب مستصعب، لا يعرفه إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
فقال (عليه السلام): نعم إن من الملائكة مقربين وغير مقربين، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين، وإن أمركم هذا عرض على الملائكة، فلم يقر به إلا المقربون، وعرض على الأنبياء فلم يقر به إلا المرسلون، وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا الممتحنون.
- وفيه (2) بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا من كتب الله في قلبه الإيمان.
- وفيه (3) بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن أمرنا أهل البيت صعب مستصعب، لا يعرفه ولا يقر به إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان.
- وفيه (4) بإسناده عن زياد بن سوقة قال: كنا عند محمد بن عمرو بن الحسن، فذكرنا ما أتي إليهم فبكى حتى ابتلت لحيته من دموعه ثم قال: إن أمر آل محمد أمر جسيم، مقنع لا يستطاع ذكره، ولو قد قام قائمنا لتكلم به، وصدقه القرآن.
أقول: الظاهر أن الأمر في هذه الأحاديث وما ضاهاها مرادف للشأن، فالمراد صعوبة الشؤون التي جعلها الله تعالى لهم وخصهم بها، سواء كان الشأن من الأمور الدنيوية أم الأخروية، أم المعجزات الباهرة، أم الدلائل الظاهرة، أم العلوم الكاملة أم المواهب الشاملة، أم الأسرار الغريبة، أم الخصائص العجيبة، أم الحقوق المالية، أم الصفات الحالية، إلى غير ذلك مما لا يحصيها غير الله أو من علمه الله عز وجل أعني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والأئمة

١ - بصائر الدرجات: ٢٦ تتمة باب ١٢ ح ١.
٢ - بصائر الدرجات: ٢٧ باب ١٢ ح ٢.
٣ - بصائر الدرجات: ٢٧ باب ١٢ ح ٦.
٤ - بصائر الدرجات: ٢٨ باب 12 ح 8.
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»