مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٢٤
المذكور في هذه الأخبار، ما ورد في فضائلهم من غرائب الأسرار وعجائب الآثار، ومقامات منيعة لا تدركها الأفكار، وشؤون بديعة يعجز عن بيانها أولو الأبصار وعلى هذا تكون الإضافة للاختصاص، بمعنى أن حديثنا الخاص بنا الوارد في فضلنا ومقاماتنا صعب مستصعب (الخ) لأن نسبة الحديث إليهم تتصور على وجهين:
أحدهما: مطلق ما أخبروا به، وعليه يتخرج المعنى الأول.
والثاني: ما يختص بهم في ذكر شؤونهم ومقاماتهم، وعلومهم وكراماتهم (و) على هذا تكون إضافة الحديث إليهم دالة على العموم، ولا حاجة إلى أن يقال: المراد بعض أحاديثهم بتقدير المضاف، أو يقال بأنه من باب المجاز اللغوي بذكر العام وإرادة الخاص بل المتعين أن يحمل على الحقيقة، وتكون الإضافة للاختصاص. ويمكن أن يكون المراد بالحديث في تلك الروايات الشأن والصفة، كما ورد في بعض الكلمات الصادرة عن بعض الأجلة الثقات أو يكون الحديث مرادفا للذكر أو الأمر، ومرجع الكل واحد، ويدل على ما اخترناه وأيدناه أخبار عديدة، نتبرك بذكر بعضها إن شاء الله تعالى.
- فمنها الأخبار الواردة بأن أمرهم صعب مستصعب، كرواية الصفار في البصائر (1) عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنت معه جالسا، فرأيت أن أبا جعفر قد نام، فرفع رأسه، وهو يقول: يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه. قلت: ما هو جعلني الله فداك؟ قال: قول علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
يا أبا الربيع، ألا ترى أنه يكون ملك ولا يكون مقربا ولا يحتمله إلا مقرب، وقد يكون نبي وليس بمرسل ولا يحتمله إلا مرسل، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ولا يحتمله إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان.
- وفيه (2) بإسناده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: خالطوا الناس مما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون، ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا، إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

١ - بصائر الدرجات: ٢٦ باب ١٢ ح ١.
٢ - بصائر الدرجات: ٢٦ باب 12 ح 2.
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»