مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٣٠
وذكرها ينافي ما أردناه من الاختصار، والله العالم وهو العاصم.
ثم إنه لا يبعد أن يكون المراد بقوله (عليه السلام): إن أمركم هذا - بقرينة بعض الروايات - خصوص ما يتعلق بقيام القائم صلوات الله وسلامه عليه، فإنه من الأسرار التي لا يبقى على الإذعان بها إلا الأندر فالأندر ويشهد لذلك عدة روايات:
- منها: ما في أصول الكافي (1) بإسناده عن منصور قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس، ولا والله حتى تميزوا، ولا والله حتى تمحصوا، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد.
- وفيه (2) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال، فمن أقر به فزيدوه، ومن أنكره فذروه إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة، حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا.
- وفي غيبة النعماني (3) بإسناده عن صفوان بن يحيى، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام):
والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا، وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر.
- وفيه (4) عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب الكحل يدري متى يقع الكحل في عينه، ولا يعلم متى يخرج منها وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها، وفي معناها روايات عديدة.
- ويشهد لذلك أيضا ما في البصائر (5) وأصول الكافي (6) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا، وماء مالحا أجاجا فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض، فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة

١ - الكافي: ١ / ٣٧٠ باب التمحيص ح ٣.
٢ - الكافي: ٣٧٠ باب التمحيص ح ٥.
٣ - غيبة النعماني: ١١١ في صفة القائم (عليه السلام).
٤ - غيبة النعماني: ١١٠ في صفة القائم (عليه السلام).
٥ - بصائر الدرجات: ٧٠ باب 17 الجزء الثاني ح 2.
6 - الكافي: 2 / 8 باب آخر منه ح 1.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»