مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٣١
بسلام، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي ثم قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.
ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا بلى فثبتت لهم النبوة، وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم، ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياءه من بعده ولاة أمري، وخزان علمي (عليهم السلام) وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها قالوا:
أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم به وهو قوله عز وجل * (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) * قال: إنما هو فترك الخبر.
الفائدة الخامسة: الظاهر أن المراد بالمؤمن الممتحن: هو الذي لا يزيغ قلبه بسبب تهاجم أسباب الشك والارتياب والمراد بالمدينة الحصينة: من له ملكة حفظ الأسرار، والقبول والتسليم لما يلقى إليه من فضائل الهداة الأطهار، وإن لم يكن داخلا في الممتحنين الأبرار.
الفائدة السادسة: في بيان المراد من الاحتمال المذكور في تلك الأخبار:
- روى الشيخ النعماني (ره) (1) في الغيبة بإسناده عن عبد الأعلى قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عبد الأعلى، إن احتمال أمرنا ليس معرفته وقبوله، إن احتمال أمرنا هو صونه وستره عمن ليس من أهله، فاقرئهم السلام ورحمة الله - يعني الشيعة - وقل: قال لكم: رحم الله عبدا استجر مودة الناس إلى نفسه وإلينا بأن يظهر لهم ما يعرفون، ويكف عنهم ما ينكرون.
وفي بعض النسخ: والله ما الناصبة لنا حربا أشد مؤنة من الناطق علينا بما نكرهه، وذكر الحديث بطوله إلى آخره.
- وفيه (2) بإسناد آخر عنه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، أنه قال ليس هذا الأمر معرفته وولايته فقط حتى تستره عمن ليس من أهله وبحسبكم أن تقولوا ما قلنا وتصمتوا عما صمتنا، فإنكم إذا قلتم ما نقول، وسلمتم لنا فيما سكتنا عنه فقد آمنتم بمثل ما آمنا به قال الله تعالى: * (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا) * قال علي بن الحسين، حدثوا الناس

1 - غيبة النعماني: 13 في صون سر آل محمد.
2 - غيبة النعماني: 14 في صون سر آل محمد.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»