مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٣٢
بما يعرفون ولا تحملوهم ما لا يطيقون فتغرونهم بنا.
- وفيه (1) بإسناد آخر عنه قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): إن احتمال أمرنا ليس هو التصديق به والقبول له فقط إن من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله فاقرئهم السلام ورحمة الله - يعني الشيعة - وقل لهم: يقول لكم رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلي وإلى نفسه، يحدثهم بما يعرفون، ويستر عنهم ما ينكرون، ثم قال لي: والله ما الناصبة لنا حربا أشد مؤنة علينا من الناطق علينا بما نكرهه.
- وفيه (2) في رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام) قال إنه من كتم الصعب من حديثنا، جعله الله نورا بين عينيه ورزقه العز في الناس ومن أذاع الصغير من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح، أو يموت متحيرا.
- وفي تحف العقول (3) عن الصادق (عليه السلام)، في وصاياه لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول المعروف بمؤمن الطاق قال (عليه السلام): يا بن النعمان إن المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا يا بن النعمان! أنه من روى علينا حديثا فهو ممن قتلنا عمدا، ولم يقتلنا خطاء إلى أن قال: يا بن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم لأنه سر الله الذي أسره إلى جبرائيل وأسره جبرائيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله)، وأسره محمد (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وأسره علي (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام) وأسره الحسن (عليه السلام) إلى الحسين (عليه السلام) وأسره الحسين (عليه السلام) إلى علي (عليه السلام) وأسره علي (عليه السلام) إلى محمد (عليه السلام) وأسره محمد (عليه السلام) إلى من أسره فلا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه فأخره الله، والله ما لكم سر إلا وعدوكم أعلم به منكم.
يا بن النعمان، أبق على نفسك فقد عصيتني، لا تذع سري فإن المغيرة بن سعيد كذب على أبي، وأذاع سره، فأذاقه حر الحديد وإن أبا الخطاب كذب علي وأذاع سري، فأذاقه الله حر الحديد ومن كتم أمرنا زينه الله به في الدنيا والآخرة وأعطاه حظه ووقاه حر الحديد، وضيق المحابس.

١ - غيبة النعماني: ١٤ في صون سر آل محمد.
٢ - غيبة النعماني: ١٥ في صون سر آل محمد.
٣ - تحف العقول: ٢٢٨.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»