مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٨١
هذه الآية (1): * (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) *.
- وفي تفسير الإمام (2) مولانا أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من راعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف درجة، بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر، مائة ألف سنة، إحدى الدرجات من فضة، والأخرى من ذهب، والأخرى من لؤلؤ، والأخرى من زمرد، والأخرى من مسك، والأخرى من عنبر، والأخرى من كافور. فتلك الدرجات من هذه الأصناف، ومن رعى حق قربى محمد وعلي أوتي من فضائل الدرجات وزيادات المثوبات، على قدر زيادة فضل محمد وعلي على أبوي نفسه.
وقالت فاطمة (عليها السلام) لبعض النساء: أرضي أبوي دينك محمدا وعليا بسخط أبوي نسبك، ولا ترضي أبوي نسبك بسخط أبوي دينك فإن أبوي نسبك إن سخطا أرضاهما محمد وعلي بثواب جزء من مائة ألف ألف جزء من ساعة من طاعاتهما وإن أبوي دينك إن سخطا لم يقدر أبوا نسبك أن يرضياهما، لأن ثواب طاعات أهل الدنيا كلهم لا يفي بسخطهما.
وقال الحسن بن علي: عليك بالإحسان إلى قرابات أبوي دينك محمد وعلي وإن أضعت قرابات أبوي نسبك فإن شكر هؤلاء إلى أبوي دينك محمد وعلي أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك، إن قرابات أبوي دينك إن شكروك عندهما بأقل قليل فنظرهما لك يحط عنك ذنوبك، ولو كانت ملء ما بين الثرى إلى العرش، وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا.
وقال علي بن الحسين (عليهما السلام): إن حق قرابات أبوي ديننا محمد وعلي صلوات الله عليهما وأوليائهما أحق من قرابات أبوي نسبنا إن أبوي ديننا يرضيان عنا أبوي نسبنا، وأبوي نسبنا لا يقدران أن يرضيا عنا أبوي ديننا.
وقال محمد بن علي (عليه السلام): من كان أبوا دينه محمد وعلي آثر لديه، وقراباتهما أكرم عليه من أبوي نفسه وقراباتهما قال الله تعالى: فضلت الأفضل وآثرت الأولى بالإيثار. لأجعلنك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولى.

١ - سورة النساء: ١.
٢ - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 113 في تفسير * (وبالوالدين إحسانا) *.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»