مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٢
على شفاعة الأئمة لمن نصرهم وذكرنا أيضا أن الداعي لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) داخل في ذاك العنوان فيدخل بشفاعتهم في الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
المكرمة الخامسة والثلاثون البشارة والرفق عند الموت ويشهد لذلك الروايات:
- منها: الحديث الشريف المروي في تفسير الإمام (عليه السلام) قال: إن المؤمن الموالي لمحمد وآله الطيبين، المتخذ لعلي بعد محمد إمامه الذي يحتذي مثاله وسيده الذي يصدق أقواله ويصوب أفعاله ويطيعه بطاعة من يندبه من أطايب ذريته لأمور الدين وسياسته إذا حضره من أمر الله ما لا يرد ونزل به من قضائه ما لا يصد وحضره ملك الموت وأعوانه وجد عند رأسه محمدا رسول الله ومن جانب آخر عليا سيد الوصيين وعند رجليه من جانب الحسن سبط سيد النبيين، ومن جانب آخر الحسين سيد الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خواصهم ومحبيهم، الذين هم سادة هذه الأمة، بعد ساداتهم من آل محمد، ينظر العليل المؤمن إليهم، فيخاطبهم بحيث يحجب الله صوته عن آذان حاضريه، كما يحجب رؤيتنا أهل البيت ورؤية خواصنا من أعينهم ليكون بذلك أعظم ثوابا لشدة المحنة عليهم.
فيقول المؤمن: بأبي أنت وأمي يا رسول الله رب العزة، بأبي أنت وأمي يا وصي رسول الرحمة، بأبي أنتما وأمي يا شبلي محمد (صلى الله عليه وآله) وضرغاميه يا ولديه وسبطيه يا سيدي شباب أهل الجنة المقربين من الرحمة والرضوان مرحبا بكم معاشر خيار أصحاب محمد وعلي، وولديه ما كان أعظم شوقي إليكم وما أشد سروري الآن بلقائكم يا رسول الله هذا ملك الموت قد حضرني، ولا أشك في جلالتي في صدره، لمكانك ومكان أخيك، فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): كذلك هو.
فيقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ملك الموت فيقول: يا ملك الموت استوص بوصية الله في الإحسان إلى مولانا (1) وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا، فيقول له ملك الموت يا رسول الله مره أن ينظر إلى ما أعد الله له في الجنان، فيقول له رسول الله (صلى الله عليه وآله) انظر إلى العلو فينظر إلى ما لا

1 - في نسخة ثانية: موالينا.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»