مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
الذين آمنوا بالله وبرسوله وبالأئمة (عليهم السلام) أولي الأمر، وأطاعوا بما أمروهم، فذلك هو الإيمان، والعمل الصالح، الخبر.
ووجه الاستشهاد كون الداعي بتعجيل ظهور صاحب الزمان (عليه السلام) داخلا في كلا هذين العنوانين، كما لا يخفى على من ارتفع عن وجه قلبه حجاب الطبع والرين.
ومنها: قوله تعالى في سورة البقرة: * (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * بناء على أن يكون المراد بالمحسن من تولى عليا (عليه السلام).
- كما روي في مشكاة الأسرار:
عن تفسير العياشي (1) وغيره عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) * (2) قال (عليه السلام): العدل هو محمد (صلى الله عليه وآله)، فمن أطاعه فقد عدل، والإحسان علي (عليه السلام) فمن تولاه فقد أحسن والمحسن في الجنة * (وإيتاء ذي القربى) * فمن قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وإيتائنا، الخبر.
ووجه الاستشهاد أن الدعاء لمولانا القائم (عليه السلام) منبعث عن التولي القلبي لأمير المؤمنين (عليه السلام) بل هو من أوضح أقسام التولي اللساني له، فمن دعا له فقد تولى أمير المؤمنين ومن تولاه فهو محسن، فيدخل في المقصودين بالآية الشريفة إن شاء الله تعالى.
ومنها: قوله تعالى: * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * (3) لما سيأتي من دخول الداعي للإمام القائم في الشهداء مع النبي وأمير المؤمنين (عليه السلام) فيفوز بجميع ما فازوا به، ومنه ما ذكره الله في تلك الآية الشريفة.
- ومنها: قوله تعالى: * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * بضميمة ما روي في كمال الدين (4) عن الصادق (عليه السلام) قال طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. انتهى.

١ - تفسير العياشي: ٢ / ٢٦٨ / ح ٦٣.
٢ - سورة النحل: ٩٠.
٣ - سورة آل عمران: ١٦٩.
4 - إكمال الدين: 2 / 357 باب 33 ح 54.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»