مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
كل أمانة بحسبها ورعاية هذه الأمانة الإلهية تتحقق بإظهار المحبة والاجتهاد في النصرة والإطاعة وحيث إن هذه العناوين تتحقق بالمداومة والاجتهاد في الدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه فلا جرم يحصل به الرعاية لهذه الأمانة وهو المطلوب وإن شئت تفصيل الكلام في تنقيح هذا المرام، فنقول معتصما بالملك العلام ومتوسلا بالأئمة الكرام عليهم الصلاة والسلام:
إن الكلام في هذا المقام يقع في أمور:
الأول: في معنى الأمانة المحفوظة.
والثاني: في بيان وجوب حفظ الأمانة ورعايتها وأدائها إلى أهلها عقلا ونقلا.
والثالث: في بيان كيفية الرعاية لتلك الأمانة الإلهية.
والرابع: في بيان كون الدعاء لمولانا صاحب الزمان، وتعجيل فرجه من مصاديق الرعاية للأمانة الإلهية.
الأمر الأول في بيان معنى الأمانة المحفوظة والمراد من حفظها.
اعلم أن هذه العبارة تحتمل اثني عشر وجها، يرجع كلها سوى الحادي عشر إلى أن الأئمة عليهم الصلاة والسلام هم الوديعة والأمانة الإلهية التي جعلها الله تعالى في حفظه ورعايته بجميع أنحاء الحفظ والرعاية، التي اقتضتها الحكمة الإلهية.
الأول: المحفوظة في جميع العوالم حتى ظهرت في آخر الزمان يعني أن هذه هي الأمانة التي حفظها الله تعالى في عالم الأنوار، والأرواح والأظلة والأشباح وفي عالم الدنيا، من حين خلق آدم إلى ظهور الخاتم، مع كثرة المعاندين والمبغضين لهذه الأمانة، ولحامليها في كل زمان، بحيث عزموا غير مرة على إعدامها حسدا منهم، من بعد ما تبين لهم الحق وأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وحاصل الكلام أنهم الأمانة الإلهية التي أنزلها الله تعالى من غيب قدسه إلى عباده نورا يستضيئون به، المحفوظة بالحفظ الإلهي المنيع، الذي لا يطاول ولا يحاول في كل من مقاماتهم وحالاتهم وانتقالاتهم، بحيث لم يتمكن أحد من معانديهم من إطفاء نورهم وإعدامهم حتى أظهرهم في آخر الزمان.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»