الثاني المحفوظة يعني حفظها الله عز وجل عن أقذار الجاهلية وأنجاسها وأدناس الضلالة وأرجاسها بأن لم يودعها إلا الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة فإن اعتقادنا كما عليه الإجماع بل الضرورة أن آباءهم الذين استودعوا تلك الأمانة الإلهية من الخاتم إلى آدم، كانوا بأجمعهم مؤمنين طاهرين، لم يشركوا بالله تعالى طرفة عين وكذلك أمهاتهم اللاتي استودعن تلك الأمانة كما في الزيارة " لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ".
- وعن الصادق (عليه السلام) (1) قال: إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان والمكان وخلق الأنوار وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار. وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا، فلم يزالا نورين أولين إذ لا شئ كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب.
- وفي الاحتجاج (2) عن الصادق (عليه السلام) في جواب مسائل الزنديق، قال (عليه السلام): وأخرج من آدم نسلا طاهرا طيبا، أخرج منه الأنبياء والرسل، هم صفوة الله وخالص الجوهر، طهروا في الأصلاب وحفظوا في الأرحام، ولم يصبهم سفاح الجاهلية ولا شاب أنسابهم لأن الله تعالى جعلهم في موضع لا يكون أعلى درجة وشرفا منه فمن كان خازن علم الله، وأمين غيبه، ومستودع سره، وحجة على خلقه، وترجمانه، ولسانه لا يكون إلا بهذه الصفة، فالحجة لا يكون إلا من نسلهم، يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله) في الخلق، الخبر.
ولو أردنا ذكر ما ورد في هذا الباب لطال الكتاب.
قال الشيخ الصدوق رحمة الله تعالى عليه في اعتقاداته (3): باب الاعتقاد في آباء النبي (صلى الله عليه وآله): اعتقادنا فيهم أنهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله وأن أبا طالب كان مسلما وأمه آمنة بنت وهب كانت مسلمة.
- وقال النبي (صلى الله عليه وآله) خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم (عليه السلام).