مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٦٧
- وقد روي أن عبد المطلب كان حجة، وأبا طالب كان وصيه. إنتهى كلامه رفع مقامه.
الثالث: المحفوظة عن المعاصي والرذائل، فإنهم المعصومون الذين حفظهم الله تعالى، في جميع عمرهم عن جميع المعاصي والسيئات، وهذا عند الإمامية من الضروريات.
الرابع: المحفوظة عن الاتهام، ونسبة الخطاء والنقصان بحيث لم يقدر أحد من أعدائهم على أن ينسب إليهم نقيصة، أو ينكر لم فضيلة، بل اعترفوا بجلالتهم وفضيلتهم مع كثرة حسدهم، وعداوتهم للأئمة (عليهم السلام).
الخامس: المحفوظة التي لا ينالها أحد من الخلق كما في قوله تعالى: * (في لوح محفوظ) * والمراد على هذا المعنى عدم وقوف أحد من الخلائق على كنه معرفتهم، وحقيقة ذاتهم، وصفاتهم، وذلك لقصور من دونهم عن مرتبتهم ولا يمكن للناقص أن يحيط بحقيقة الكامل. ألا ترى أن الطفل الرضيع لا يقدر على الإحاطة بحقيقة أبيه وصفاته وخصوصياته بسبب قصوره ونقصانه، فكذلك سائر الخلق، لا يقدرون على الإحاطة بحقيقة الأئمة (عليهم السلام) وصفاتهم وخصائصهم، فيكون مطابقا لما في الزيارة الجامعة: " موالي لا أحصي ثناءكم ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم " (الخ).
- وفي الحديث (1) النبوي: يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا.
- وفي أصول الكافي (2) في حديث عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنه لا يقدر على صفة الله، فكما لا يقدر على صفة الله، كذلك لا يقدر على صفتنا، الخبر.
- وفيه (3) بسند صحيح عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: إن الله عز وجل لا يوصف، وكيف يوصف، وقال في كتابه * (وما قدروا الله حق قدره) * فلا يوصف بقدره، إلا كان أعظم من ذلك. وإن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يوصف، وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع! وجعل طاعته في الأرض كطاعته في السماء فقال: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه وإنا

١ - مشارق أنوار اليقين: ١١٢ مع تقدم وتأخر في جملاته.
٢ - الكافي: ٢ / ١٨٠ باب المصافحة ح ٦.
٣ - الكافي: ٢ / 182 باب المصافحة ح 16.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»