أن الدعاء بتعجيل فرج مولانا الغائب عن الأبصار أسوة بالنبي المختار والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ما أظلم الليل وأضاء النهار كما يظهر لك إن شاء الله تعالى مما نذكره في الباب السادس والسابع من الأخبار ونكتفي هنا بذكر حديث واحد لأهل الاعتبار.
- روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة (1) بإسناده عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان ليلة الجمعة، أهبط الرب تعالى ملكا إلى سماء الدنيا فإذا طلع الفجر، جلس ذلك الملك على العرش، فوق البيت المعمور، ونصب لمحمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) منابر من نور، فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة، والنبيون والمؤمنون، وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رب ميعادك الذي وعدت في كتابك، وهو هذه الآية * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) * (2) ويقول الملائكة والنبيون مثل ذلك، ثم يخر محمد وعلي والحسن والحسين سجدا، ثم يقولون: يا رب اغضب! فإنه قد هتك حريمك، وقتل أصفياؤك، وأذل عبادك الصالحون فيفعل الله ما يشاء وذلك يوم معلوم.
تنبيه ذهب جمع من علماء الرجال إلى أن يونس بن ظبيان ضعيف كذاب غال، وتوقف فيه بعض آخر، والأقوى تبعا للعالم المحقق النوري، أنه ثقة جليل، بل من أصحاب الأسرار، كما يظهر من عدة من الأخبار وإن شئت تفصيل القول في ذلك، فارجع إلى ما ذكره المحقق المذكور، في المجلد الثالث من كتابه مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، ففيه ما يشفي العليل ويروي الغليل جزاه الله تعالى عن الإسلام وأهله الجزاء الجميل، وهدانا إلى أوضح سبيل.
وههنا إشكال، ربما يسبق إلى بعض الأوهام وهو أنه لا ريب في أن شروط الإجابة موجودة في دعاء النبي والأئمة والملائكة والأنبياء العظام، فإذا كانوا في كل جمعة داعين