وضيق عليه معيشته ووكله الله إلى نفسه ومن وكله الله إلى نفسه فقد هلك، قال الله تعالى:
* (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) * (1) يا بن مسعود فليكن جلساؤك الأبرار وإخوانك الأتقياء والزهاد لأنه تعالى قال في كتابه: * (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * (2) يا بن مسعود اعلم أنهم يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا ففي ذلك يطبع الله على قلوبهم فلا يكون فيهم الشاهد بالحق ولا القوامون بالقسط، قال الله تعالى: * (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) * (3) يا بن مسعود يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم يقول الله تعالى: * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) * (4). إلى هنا محل الحاجة في نفس الرحمن عن الكشي (5).
وفي الإحتجاج عن أبي عبد الله (عليه السلام) باختلاف يسير قال: خطب الناس سلمان الفارسي (رحمه الله) بعد أن دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام فقال: الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي إذ أنا مذك لنار الكفر، أهل لها نصيبا وأوتيت لها رزقا حتى ألقى الله عز وجل في قلبي حب تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا مال يقويني وكان من شأني ما قد كان حتى أتيت محمدا فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها فأنقذني به من النار فنلت من الدنيا على المعرفة التي دخلت بها الإسلام، ألا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه عني فقد أوتيت العلم كثيرا ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: إنه لمجنون وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا وإن عند علي علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم سبيلكم والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل القذة بالقذة، أما والله لو وليتموها عليا لأكلتم من