فوقكم ومن تحت أرجلكم ولو دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم ولو دعوتم الحيتان في البحار لأتتكم ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرايض الله ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء فأنذرتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء، أما والله لو أني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت به قدما قدما ألا إني أحدثكم بما تعلمون وما لا تعلمون فخذوها من سنة سبعين بما فيها، ألا إن لبني أمية في بني هاشم نطحات، ألا إن بني أمية كناقة الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درها، ألا إنه حق على الله أن يذل ناديها وأن يظهر عليها عدوها من قذف من السماء وخسف ومسخ وسوء الخلق حتى أن الرجل يخرج من جانب حجلته إلى الصلاة فيمسخه الله قردا، ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا بكلب أما والله لولا ما لأريتكم مصارعهم، ألا وهو البيداء ثم يجئ ما تعرفون فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيه الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأي المتبوع فعليكم بآل محمد فإنهم القادة إلى الجنة والدعاة إليها إلى يوم القيامة وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا فما بال القوم؟ أحسدا وقد حسد قابيل هابيل؟ أو كفرا فقد ارتد قوم موسى عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم؟ ما أنا وفلان وفلان ويحكم والله ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون أم نسيتم أم تتناسون، أنزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد، بل منزلة العين من الرأس والله لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد الكافر على الناجي بالهلكة ويشهد الناجي على الكافر بالنجاة، ألا إني أظهرت أمري وآمنت بربي وأسلمت بنبيي واتبعت مولاي ومولى كل مسلم، بأبي أنت وأمي قتيل كوفان، يا لهف نفسي لأطفال صغار، وبأبي صاحب الجفنة والخوان نكاح النساء الحسن بن علي ألا إن النبي نحله البأس والحياء، ونحل الحسين المهابة والجود، يا ويح لمن أحقره لضعفه واستضعفه بقتله وظلم من بين ولده فكان بلادهم عاهر الباقين من آل محمد.
(١٣١)