ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون، ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيي الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة من معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار، ومن جملة هذه الأحاديث محتومة ومنها متشرطة والله أعلم بما يكون (1).
في عمدة ابن بطريق عن تفسير الثعلبي في تفسير قوله: * (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) * (2) وذكر فتنة الدجال قالوا: يا رسول الله فكيف نصلي في تلك الأيام القصار؟
قال: تقدرون فيها كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم تصلون وأنه لا يبقي شئ في الأرض إلا وطأه وغلب عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيه ملك مصلت بالسيف حتى ينزل الطريب الأحمر عند مجتمع السيول عند منقطع السنجة ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق فيها ولا منافقة إلا خرج، فتنقى المدينة يومئذ الخبث كما ينقى الكير خبث الحديد، يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قال الشريك: يا رسول الله: أين الناس يومئذ؟
قال: ببيت المقدس يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح فيقال صل الصبح فإذا كبر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فرجع يمشي القهقرى فيتقدم عيسى فيضع يديه بين كتفيه ويقول: صل فإنما أقيمت لك الصلاة فيصلي عيسى وراءه ثم يقول: افتحوا الباب فيفتحون الباب (3).
في مكارم الأخلاق من جملة وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لابن مسعود: يا بن مسعود الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، فمن أدرك ذلك الزمان ممن يظهر من أعقابكم فلا يسلم عليهم في ناديهم ولا تشيع جنائزهم ولا يعود مرضاهم فإنهم يستسنون