إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١٢٩
بسنتكم ويظهرون بدعواكم ويخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملتكم، أولئك ليسوا مني ولست منهم إلى أن يقول: يا بن مسعود يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض بكفه الجمرة فإن كان في ذلك الزمان ذئبا وإلا أكلته الذئاب. يا بن مسعود علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ألا إنهم أشرار خلق الله، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم صم بكم عمي فهم لا يرجعون ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق، لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون، يا بن مسعود يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرايعي إنهم مني براء وأنا منهم برئ. يا بن مسعود لا تجالسوهم في الملأ ولا تبايعوهم في الأسواق ولا تهدوهم إلى الطريق ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالى: * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) * (1) يقول الله تعالى: * (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) * (2) يا بن مسعود وما أكثر ما تلقى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم، والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير، قال: فبكى رسول الله وبكينا لبكائه وقلنا: يا رسول الله: ما يبكيك؟ فقال: رحمة للأشقياء يقول الله تعالى: * (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) * (3) يعني العلماء والفقهاء، يا بن مسعود من تعلم العلم يريد به الدنيا وآثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب سخط الله عليه وكان في الدرك الأسفل من النار مع اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب الله تعالى، قال الله تعالى: * (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) * (4) يا بن مسعود من تعلم القرآن للدنيا وزينتها حرم الله عليه الجنة، يا بن مسعود من تعلم العلم ولم يعمل بما فيه حشره الله يوم القيامة أعمى ومن تعلم العلم رياء وسمعة يريد به الدنيا نزع الله بركته

(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»