إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١١٨
أنبت ورقة خضراء، فواعجباه لقوم آلهتهم أموالهم وطالت آمالهم وقصرت آجالهم وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ولا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل ولا يتم العمل إلا بالعقل (1).
وفي الدمعة عن تفسير علي بن إبراهيم عن عبد الله بن عباس قال: حججنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ وكان أدنى الناس يومئذ منه سلمان قال: بلى يا رسول الله فقال: إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة واتباع الشهوات والميل مع الأهواء وتعظيم المال وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره، قال سلمان (رضي الله عنه): إن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، يا سلمان إن عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة، فقال سلمان: إن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا واؤتمن الخائن ويخون الأمين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها إمارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر ويكون الكذب طرفا والزكاة مغرما والفئ مغنما ويجور الرجل [على] والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، يا سلمان عندها تشارك المرأة مع زوجها في التجارة ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المستمر فعندها يقارب الأسواق إذا قال هذا: لم أبع شيئا وقال هذا: لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، يا سلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم ليستأثروا تفثهم وليطأوا حرمتهم ولتسفكن دماؤهم ولتملأن قلوبهم رعبا فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟

1 - البحار: 52 / 264 ح 148.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»