وبخلافة الأمير (ع) قبل تمام التمكين ومن البين إن ذلك لا يدفع مقالة الروزبهاني إذ مضامين أخبار نصر الإسلام ورونقه لسبب وجود الخلفاء الاثني عشر في الأمر حيث لا يمكن انطباقه على الأئمة الاثني عشر فلا جرم أن تصرف تلك الأخبار إلى الخلفاء المتصرفين بالحق أو بالباطل قصورا أو تقصيرا، أو يقال إن الأحاديث المذكورة من المتشابهات وعلى التقديرين لا تصلح أن تكون دليلا على مذهب الشيعة.
فالتحقيق في الجواب: إن عزة الدين ورونقه يحصل بالمحافظة على أصول الدين وإتقان العقائد وصونها عن تطرق الشبهات، وأما محافظته من الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل في مسائل الفروع بواسطة انسداد باب العلم فلا مدخلية لذلك في العزة والذلة بالبداهة، بل حقيقة عزة الدين هو حفظ الناس عن أن يحصل لهم الشبهة في حقية النبي (ص) وفي حقية الشريعة فأن المحافظة على ذلك فيه تمام العزة للدين، وقد تواترت الأحاديث وملئت الطوامير، وأفصحت الكتب المعتبرة في فضائل الأئمة (ع). في إن أئمتنا (ع) كم دفعوا شبه الملحدين، وقطعوا شأفة الضالين من الزنادقة وغيرهم من أهل الكتاب وسائر الفرق بحيث إن غيرهم من سائر الخلق لا يطيق دفع بعض البعض من ذلك، وهذا من أعظم معاجزهم الذي لا يقبل الإنكار إذ هو كالشمس في رابعة النهار، وناهيك في ذلك حديث اليهودي الذي ذكره علماءنا المتبحرين في باب النبوة، ونحن ذكرناه أيضا في بابه، ومن الأحاديث المعتبرة حديث الجاثليق الذي رواه المفيد رحمه الله عن الصدوق، وهو رواه بإسناده عن سلمان الفارسي)، ونقل أيضا من البحار، وهو حديث طويل وأكثر فقراته لا تفهم فلنذكر من فقراته ما له ربط في المقام، ومن أراد الاطلاع على تمام الحديث فليطلبه من مضانه، ورواه صاحب منهج السلامة من غير واحد