رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١١١
الأئمة بذلك متواترة عن النبي (ص) وعن الأمير (ع)، إن الزمان لا يخلو من إمام منصوب من الله في خلقه، وهو الحافظ للدين عن السرقة والتبديل والتحريف من المنافقين والمشركين، ومن غير الزمان، وإن عرض له زيادة أو نقصان من أهل البدع والكذابين أصلح أمره وقطع شأفتهم، وحينئذ بعد تأييد الغاية التي هي وجود واحد من الإثنى عشر (ع) لا تنقطع العزة بانتهاء العدد مع بقاء الشريعة، ويؤيد ذلك مضامين جملة من الأخبار في هذا المضمار، فقد روى السدي وهو من قدماء المفسرين وثقاة أهل السنة (إن سارة لما كرهت مكان هاجر أوحى الله تعالى إلى خليله أن نحي هاجر عن سارة، وسر بها إلى تهامة، لأنها أم إسماعيل وإني أزيد في ذرية إسماعيل (ع) وأجعلهم على الكافرين عذابا صبا، وأخلق من ذريته نبيا عظيم الشأن يغلب دينه الأديان وأخلق من ذريته أثني عشر إماما لهم شأن عظيم، وأيضا أخلق من ذريته خلقا بعدد نجوم السماء).
ونقل عن كتاب متعصب الأثر في إمامة الاثني عشر عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عياش عن أبي سليمان راعي رسول الله (ص) قال: سمعت رسول الله يقول: (أوحى إلي الله تعالى ليلة أسرى بي إلى السماء آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه؟ فقلت: أنا والمؤمنين، فقال الله: صدقت يا محمد فمن أبقيت في أمتك؟ قلت: خيرهم يا ربي، فقال علي بن أبي طالب؟ قلت نعم يا إلاهي، فقال: يا محمد إني اخترتك من بين أهل الأرض بعد أن اطلعت عليهم وسميتك بأسماء اشتققتها من أسمي، فلا أذكر في موضع إلا وأنت معي فأنا المحمود وأنت محمد، وأطلعت على أهل الأرض مرة أخرى، واخترت بعدك عليا واشتققت له اسما من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد خلقتك وعليا
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»