رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١٢٤
وأسلموا على يد هذا والله هذا هو المنعوت في التوراة والإنجيل والزبور، هذا قسيم الجنة والنار، هذا نعمة الله على الأبرار ونقمته على الكفار، وأخذ يقول هذا هذا حتى شرف وقت الفريضة فقام أصحابه وآمنوا وأسلموا واعترفوا بالإمامة لعلي (ع)، وبعدها خطب الأمير (ع) القوم وقال:
الحمد لله الذي أوضح برهان محمد وأظهره على الدين كله ولو كره المشركون إلى آخر الخطبة، فاستبشر القوم برفع شبههم ووصولهم إلى الحق وهدايتهم بسبب الأمير (ع) ودعوا له، وقالوا: أحسن الله تعالى جزاءك يا أبا الحسن في مقامك بحق نبيك، قال سلمان (رحمه الله) ثم تفرق القوم وكأن الحاضرين لم يسمعوا شيئا مما فهمه القوم وقد نسوا ما ذكروا به.
أقول لعل مراد سلمان (رحمه الله) من عدم سماع الحاضرين أنهم ما فهموا بعض تلك المكالمات وما فهموه منها نسوه، أو إنهم لم يفهموها جميعا أو إنهم ما فهموا ما ذكروا به من المواعظ والحكم وبراهين الإمامة التي أقامها (ع) على ولايته وأعرضوا عنها فكأنهم نسوها ولم يتدبروها.
قال سلمان: فلما تفرق القوم وخرجوا من المسجد وأراد أهل الروم الرجوع إلى أهاليهم جاءوا إلى المسجد فوجدوا عليا (ع) فيه وسائر الصحابة فالتفتوا إلى الصحابة وقالوا لهم: هلكتم من حيث لا تشعرون تركتم التمسك بالعروة الوثقى والحبل المتين فتبا لكم وسحقا ثم استأذنوا الإمام بالرجوع إلى أهاليهم فأذن لهم، ثم قالوا له: مرنا بأمرك فنحن
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»