اليوم من أمر الله. إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين " (1) أي التجأ إلى الجبل زاعما أنه يمنعه من الماء، وأجيب بأنه: لا مانع من أمره سبحانه إلا من رحم (2).
العصمة في مصطلح المتكلمين:
في مصطلح أهل الكلام تعني العصمة التوفيق واللطف والاعتصام عن الذنوب والغلط في دين الله، وهي تفضل من الله على من علم أنه يتمسك بعصمته (3).
وبعبارة أخرى: العصمة لطف من الله إلى المكلف يمنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة مع قدرته عليهما (4).
ويقرب من هذين التعريفين، ما عرفه غير واحد من علماء الكلام (5).
وهذه التعاريف توقفنا على حقيقة العصمة، وأنها ليست أمرا اكتسابيا بل هي موهبة من الله سبحانه لمن فيه قابلية ذلك الفيض وتلك الموهبة، وهذا مما لا بحث فيه وإنما الكلام هو في منشأ هذه العصمة وبعبارة أخرى من أي مقولة هي؟
.