وحديثه، كذلك لا بد من اشتراط هذه الصفة فيمن يحمل إلى الأجيال المتلاحقة هذا التشريع الإلهي ويكون امتدادا للنبوة في وظائفها ومسؤولياتها، حفاظا على الدين من تحريف المحرفين، وإبطال المبطلين وتشكيك المشككين.
إن أسوأ داء أصاب الشرائع السابقة هو أن أتباعها أخذوا أحكام أنبيائهم بعد غيابهم من كل من هب ودب، فكان التحريف الذي تحدث عنه الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع (1) وكان الضلال، وكان الضياع.
إن بحث العصمة لا يعني إلا التعريف بالطريق الأفضل، لتلقي الشريعة الإلهية على نقاوتها وأصالتها، ومن هنا يكون طرح هذه المسألة على بساط البحث ضرورة يقتضيها الواجب على كل مسلم بأن يتلقى دينه من أكثر الطرق اطمئنانا.
العصمة في اللغة:
العصمة في اللغة بمعنى المنع، ويطلق على ما يعتصم به الإنسان ويمنع به نفسه عن الوقوع فيما يكره.
ومنه قولهم: اعتصم فلان بالجبل إذا امتنع به، ومنه سميت العصم وهي وعول الجبال لامتناعها بها.
قال سبحانه: " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال: لا عاصم .