من الوقوع في المعاصي بل والتفكر فيها وقد ورد في الروايات والأخبار أن للنبي والإمام روحا تسدده، وتعصمه عن المعصية والخطيئة (1) ومما يقرب كون العصمة من مقولة العلم هو أنه ربما يبلغ العلم في الأفراد العاديين مرتبة يوجب إيجاد العصمة في آحاد الناس في بعض الموارد، ولذلك لا يمس الإنسان العاقل بيده الأسلاك الكهربائية ولا يلقى بنفسه أمام السيارة المتحركة لعلمه بأن في ذلك هلاكه وموته فلو بلغ علم الإنسان في جميع المجالات إلى هذه المرحلة لصار معصوما ومصونا من كل المعاصي وعاد مثالا لقوله سبحانه: " كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين " (2) العصمة لا تسلب الاختيار عن صاحبها ومما يجب التنبيه عليه هو أن صاحب العصمة - مع ما له من تلك الموهبة الإلهية العظيمة - قادر على ارتكاب المعصية وإن كان لا يختارها وهذا يعني أن العلم الإلهي المذكور لا يوجب سلب الاختيار عن صاحبه.
وإن شئت قلت: إن صاحب العصمة وإن كانت لا تصدر منه المعصية قط إلى آخر عمره إلا أن عدم الصدور ليس بمعنى كونه ملتجئا على الترك، ومضطرا إلى الطاعة بل (المعصوم) قادر على كلا الطرفين الفعل .