أن أول من سنها هو الخليفة الثاني.
هل فعل الخليفة وقوله حجة؟
يرى البعض من أتباع مدرسة الخلفاء، أن قول الصحابي، أو مذهبه حجة، بعضهم خص الحجية بقول أبي بكر وعمر، ولكن الغزالي (1) في المستصفى أنكر هذا المبنى وعده من الأصول الموهومة، فقال:
" الأصل الثاني من الأصول الموهومة: قول الصحابي، وقد ذهب قوم إلى أن مذهب الصحابي حجة مطلقا، وقوم إلى أنه الحجة إن خالف القياس، وقوم إلى أن الحجة في قول أبي بكر وعمر خاصة لقوله (صلى الله عليه وآله): " اقتدوا باللذين من بعدي " وقوم إلى أن الحجة في قول الخلفاء الراشدين إذا اتفقوا.
والكل باطل عندنا، فإن من يجوز عليه الغلط والسهو ولم تثبت عصمته (2) عنه، فلا حجة في قوله، فكيف يحتج بقولهم مع جواز (3) الخطاء؟ (4) هذا والحمد لله أولا وآخرا، إنه ولي التوفيق وولي النعم.