دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٤٢
والمشهور عندنا - كما في الخلاف (1) والغنية (2) والدروس (3) - بل ادعي الإجماع كما في الانتصار (4) هو عدم جوازه في الصلاة (5) وقد وردت بذلك روايات متعددة - بلغت حد الاستفاضة - عن أهل البيت (عليهم السلام).
وأما عند السنة فهو مكروه عند الإمام مالك وبعض الفقهاء السابقين على تأسيس المذاهب الأربعة بل ولادة بعض أئمتهم.
كما ورد الإرسال أيضا عن بعض التابعين بل وبعض الصحابة.
ومنشأ الخلاف عندهم هو ورود روايات صحيحة عن فعل صلاة النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يضع فيها يده اليمنى على اليسرى كما صرح بذلك ابن رشد القرطبي (6).
ولذا يرى إبراهيم النخعي (7) - الذي توفي قبل ولادة أئمة أكثر المذاهب الأربعة - الإرسال في الصلاة. وكذا الحسن البصري (8) التابعي - الذي يعدونه سيد أهل زمانه

١. الخلاف في مجرد الفقه والفتوى ١ / ١٠٩.
٢. غنية النزوع / ٨١.
٣. الدروس الشرعية / ١٨٥.
٤. الانتصار / ٤١.
٥. هذا ولكن عن ابن الجنيد: أن تركه مستحب، انظر مختلف الشيعة ١ / ١٠٠ وعن الحلبي في الكافي / ١٢٥، وعن المحقق الحلي في المعتبر / ١٩٦: إن فعله مكروه، انظر جواهر الكلام ١١ / ١٥، ذخيرة الصالحين للشيخ الوالد - كتاب الصلاة / ٢٠٠، مرآة العقول ١٥ / ١٦٠.
٦. بداية المجتهد ١ / ١٣٦ - قال الذهبي: " هو العلامة... برع في الفقه... لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا... كان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه... "، سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٠٨.
٧. هو من أعلام القرن الأول وقد أدرك جماعة من الصحابة، وتوفي عام ست وتسعين للهجرة.
قال الذهبي: " هو الإمام الحافظ، فقيه العراق، أحد الأعلام، وروى عن جماعة... وروى عنه الحكم بن عتيبة وسليمان بن مهران... وخلق سواهم... وكان يرى أن كثيرا من حديث أبي هريرة منسوخ.
وقال العجلي: كان مفتي أهل الكوفة... وكان رجلا صالحا فقيها... وعن أحمد بن حنبل: كان إبراهيم ذكيا حافظا صاحب سنة "، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٢٠، وأما عندنا فهو مختلف فيه، فعن المامقاني:
الميل إلى كونه حسن الحال، وعن التستري: أن نصبه - أي عدائه لأهل البيت - مشهور، انظر تنقيح المقال ١ / ٤٣، وقاموس الرجال ١ / ٣٤٣.
٨. ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وحضر الجمعة مع عثمان... قيل كان سيد زمانه علما وعملا، وعن ابن سعد: كان جامعا، عالما، رفيعا، فقيها، ثقة، حجة، مأمونا، عابدا، ناسكا، كثير العلم، انظر: سير أعلام النبلاء ٤ / 571. وأما عندنا فالروايات في ذمه كثيرة.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»