دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٤٣
علما وعملا - وكذلك ابن سيرين (1) والليث بن سعد (2) وكذا عبد الله بن الزبير - الذي يعتبرونه من الصحابة - بل هو الأشهر من مذهب مالك، وعليه جميع أهل المغرب.
والحاصل: اختلف رأي العامة في ذلك إلى ثلاثة أقوال - مع اتفاقهم على عدم وجوب ذلك:
1 - إن ذلك مكروه 2 - إنه جائز: لا يكره فعله ولا يستحب تركه 3 - يستحب فعله (3) ولم نعثر على من يرى وجوبه. بل ذلك منسوب إلى العوام منهم (4).
أما الأحاديث المنقولة في كتب السنة - فهي مع قطع النظر عن الضعف في السند -

١. هو محمد بن سيرين، ولد في أخريات خلافة عمر، ومات عام عشرة ومائة للهجرة، أدرك ثلاثين صحابيا. قال العجلي: ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين.
وقال الطبري: كان ابن سيرين فقيها، عالما، ورعا، كثير ا لحديث صدوقا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك وهو حجة، انظر: سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٠٦.
وهذا ممن يرى الإرسال - لا وضع اليمنى على اليسرى - في الصلاة.
ثم إن علماءنا السلف لم يتعرضوا له، نعم نقلت عنه كلمات فيها دفاع - أو مدح - عن الحجاج بن يوسف.
قال التستري: فإن صحت أحاديثه كفاه جهلا. انظر: قاموس الرجال ٩ / ٣٢٢، تنقيح المقال ٣ / ١٣٠.
٢. الليث بن سعد. قالوا فيه: هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام عالم الديار المصرية، ولد عام ٩٤ ه‍ ومات عام ١٧٥ ه‍ قال فيه أحمد بن حنبل: ليث كثير العلم، صحيح الحديث.. ثقة ثبت.. ليس في المصريين أصح حديثا من ليث.
وقال ابن سعد: استقل الليث بالفتوى وكان ثقة وكثير الحديث وقال العجلي والنسائي: الليث ثقة.
وقال ابن خراش: صدوق صحيح الحديث، وقال الشافعي: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به، سير أعلام النبلاء ٨ / 136 وهذا أيضا يرى إرسال اليدين في الصلاة. وأما عندنا: فقد أدرك الصادق (عليه السلام) وروى له منقبة عظيمة، لم يهتد بها وعن الخطيب: إن أهل مصر كانوا ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائل عثمان، فكفوا عنه. قال التستري بعد ذلك: الرجل - علم الله - لم يكن له غير رذائل، وإنما حدثهم بجعائل وضعها له معاوية، وما أسفه أهل مصر! حيث تركوا ما رأوا بعينهم من عمل عثمان وغروا بقول زور فيه. قاموس الرجال 8 / 632، تنقيح المقال 2 / 46.
3. البيان والتحصيل 1 / 394.
4. الفقه الإسلامي وأدلته 4 / 874.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»