دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٠٦
ركعة على الشهر، فالمشهور أنه يصلى في كل ليلة من العشرين الأولين، عشرون ركعة موزعة وهكذا... " (1).
أقول: يرى بعض متأخري المتأخرين أن كلام الصدوق في القضية لا يدل على نفي المشروعية، بل الظاهر أنه إنما ينفي تأكد الاستحباب لصراحته بأنه لا يرى بأسا بالعمل بما ورد فيها من الأخبار. (2) ج - موقف مغائر للجمهور:
هذا ولكن للكحلاني المعروف بالأمير مؤلف سبل السلام رأي سلبي في خصوص العشرين وأنه لم يرد به حديث صحيح، بل الحديث الصحيح، ورد بخصوص إحدى عشرة ركعة، فيرى أن التراويح على هذا الأسلوب الذي اتفق عليه الأكثر بدعة، فالمحافظة على هذه الكمية والكيفية وتسميتها بأنها سنة ليس لها أساس صحيح، بل يراها من مصاديق البدعة. وكذلك من الشوكاني في نيل الأوطار:
1 - كلام الكحلاني: (3) "... ليس في العشرين رواية مرفوعة، بل حديث عائشة

١. رياض المسائل ٤ / ١٩٧ - انظر: جواهر الكلام ١٢ / ١٨٧.
٢. انظر الحدائق ١ / ٥٠٩ - وقد حاول البعض حمل حديث نفي النوافل على نفي كونها سنة موقوتة موظفة لا ينبغي تركها كالرواتب اليومية. (انظر الحدائق ١٠ / ٥١٣ - الوافي ١١ / ٤٣٨).
٣. السيد محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الكحلاني ولد سنة ١٠٥٩ ه‍ بكحلان وهي من أشهر مخاليف اليمن، وفيه بينون ورعين وهما قصران عجيبان، وبين كحلان وذمار ثمانية فراسخ، وبينه وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخا. (معجم البلدان ٤ / ٤٣٩).
وانتقل إلى صنعاء فأخذ من علمائها ثم رحل إلى مكة، وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة وبرع في العلوم المختلفة حتى بز أقرانه، وتفرد بالرئاسة العلمية في صنعاء، وأظهر الاجتهاد والوقوف مع الأدلة، ونفر من التقليد، وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية... ولقد التف حوله كثيرون من الخاصة والعامة. وقرأوا عليه كتب الحديث وعملوا باجتهاداته (سبل السلام ١ / ٦، المقدمة)،...
وقالوا فيه: محدث، فقيه، أصولي، مجتهد، متكلم، من أئمة اليمن (معجم المؤلفين ٩ / ٥٦)، وله نحو مائة مؤلف، وهو مجتهد من بيت الإمامة، أصيب بمحن كثيرة من الجهلاء والعوام (الأعلام ٦ / ٢٦٣ و ١٠ / ١٩٠ - انظر: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي ٣ / ٣٩٦ - البدر الطالع ٢ / ١٣٣ - إيضاح المكنون ١ / 51).
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»