المؤيد: قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك، فقام علي فجلس مع خصمه، فتناظروا وانصرف الرجل ورجع علي إلى مجلسه، فجلس فيه فتبين عمر التغير في وجهه فقال له: يا أبا الحسن ما لي أراك متغيرا؟ أكرهت ما كان؟ قال: " نعم يا أمير المؤمنين " قال ولم ذاك؟ قال: " لأنك كنيتني بحضرة خصمي، أفلا قلت: قم يا علي فاجلس مع خصمك " فأخذ عمر برأس علي وقبل ما بين عينيه وقال: بأبي أنتم، بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور (1).
الرابع عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا أخبرنا أبو الطيب محمد بن زيد النهشلي العطار بالكوفة بقراءتي عليه، حدثنا علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدثني أبو العباس الفضل بن يوسف الجعفي القصباني، حدثنا محمد بن عقبة، حدثنا سعيد بن خيثم الهلالي عن محمد بن خالد الضبي قال: خطبهم عمر بن الخطاب فقال: لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعين؟ قال: فارموا، قال محمد: فسكتوا فقال ذلك ثلاثا، فقام علي (رضي الله عنه) فقال: " يا أمير المؤمنين إذا نستتيبك فإن تبت قبلناك " قال: فإن لم أتب قال: " إذا نضرب الذي فيه عيناك " فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا زاغوا حجتنا أقام أودنا (2).
الخامس عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد هذا قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز بن الحصري بقراءتي عليه، حدثنا عبد الباقي بن نافع بن مرزوق القاضي، حدثنا ابن أبي شبية، حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن عمر المازني عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال عمر: كانت لأصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) ثماني عشرة سابقة، فخص منها عليا بثلاث عشرة وشركنا في الخمس (3).
السادس عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد هذا، أخبرنا أبو علي أحمد بن الحسن بن أحمد بن البوسنجي الفلحردي قدم حاجا سنة تسعين، حدثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرقاع، حدثنا عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام عن عطا عن أبي عبد الله الرحمن قال: شرب القوم الخمر بالشام وعليهم يزيد بن أبي سفيان في زمن عمر: فأرسل إليهم يزيد لشربهم الخمر قالوا: نعم شربناها وهي لنا حلال قال: أوليس قال الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) * (4) إلى قوله: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * (5) حتى فرغ من الآية فقالوا: اقرأ الذي بعدها فقرأ: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * إلى قوله