الباب الرابع والعشرون في رسوخ إيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) وقوته وشدة يقينه (عليه السلام) من طريق الخاصة وفيه اثنا عشر حديثا الأول: في كتاب المجالس للشيخ الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي الوراق قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خويعة قال: قدمنا وفد عند القيس في إمارة عمر بن الخطاب فسأله رجلان منا عن طلاق الأمة فقام معهما وقال: انطلقا فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: يا أصلع كم طلاق الأمة قال فأشار بإصبعيه هكذا يعني اثنتين قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال طلاقها اثنتان فقال له أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال عمر: ويلك أتدري من هذا هذا علي بن أبي طالب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي " (1).
الثاني: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره ما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن قال:
حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد عن محمد بن أحمد عن المنذر بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر ابن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال: خطبنا علي (عليه السلام) في الرحبة ثم قال: " لما كان في زمن الحديبية خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أناس من قريش من أشراف أهل مكة فيهم سهيل ابن عمرو وقالوا: يا محمد أنت جارنا وحليفنا وابن عمنا وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك، ولكن إنما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا فارددهم علينا فدعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر فقال له: انظر ما يقولون فقال: صدقوا يا رسول الله أنت جارهم فاردد عليهم قال: ثم دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
عند ذلك لا تنتهون يا معاشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين.