في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الباب التاسع والخمسون في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق العامة وفيه حديثان الأول: صاحب كتاب الصراط المستقيم رواه عن جماعة من العامة قال: لما بغض عبدة العجل هارون ومن معه سموهم رافضة فأجري ذلك الاسم على شيعة علي (عليه السلام) لمناسبته لهارون وشيعته وهموا بقتل هارون فكذلك العمران واطآ خالدا على قتل علي فبعثت أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر خادمها تقول له: إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك وقال (عليه السلام): رحمها الله ومن يقتل الطوائف الثلاث قبل ذلك؟ فندم أبو بكر وأطال الجلوس ثم نهاه فرأى على السيف مع خالد، فقال له: أكنت فاعلا؟ قال خالد: إي والله، قال علي (عليه السلام): كذبت، أنت أجبن خلق الله، لست من ذلك، أما والله لولا ما سبق به القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا ثم قال (عليه السلام): أفبعد قول النبي (صلى الله عليه وآله):
من كنت مولاه فعلي مولاه، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى؟
قال: نعم، فقبض على صدره فرغى كالبكر وانساغ في المسجد ببوله واجتمع الناس ليخلصوه فقال الأول: والله لو تمالأ عليه أهل الأرض لما استنقذوه ولكن نادوه: بحق صاحب القبر ففعلوا فخلى عنه وقال (عليه السلام): لو عزمت على ما هممت به لشققتك شقين، وفي نسخة شق الثوب روى ذلك الحسن بن صالح ووكيع وعباد عن أبي المقدام عن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سفيان وابن جبير ووكيع: وكان ذلك سيئة لم تتم، وأسند نحو ذلك العوفي إلى الصادق (عليه السلام) وأسند العوفي إلى خالد بن عبد الله القسري أنه قال على المنبر: لو كان في أبي تراب خيرا ما أمر أبو بكر بقتله، وهذا يدل على كون الخبر بذلك مستفيضا، ولولا وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لكان علي بالقبض على رؤوس أعدائه وضرب بعضها في بعض حتى ينشر دماغها مليا، وفي رواية أبي ذر أنه عصر حلقه بين الوسطى والسبابة حتى صاح صيحة منكرة، وفي رواية البلاذري: شاله بهما وضرب به الأرض فدق عصعصه فأحدث مكانه، وبقي يقول: هما والله أمراني، فقال عبد اللات لزفر: هذه مشورتك المنكوسة، وقال ابن حماد في ذلك:
تأمل بعقلك ما أزمعوا * وهموا عليه بأن يفعلوه