الباب الثامن عشر في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) وبنيه الأئمة: فوض إليهم أمر الدين من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعته يقول: " إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال: * (وإنك لعلى خلق عظيم) * (1) ثم فوض إليه فقال عز وجل: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * (2) وقال عز وجل: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * (3) قال: ثم قال: وإن نبي الله فوض إلى علي وائتمنه فسلمتم وجحدوا الناس فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله عز وجل ما جعل الله لأحد خير في خلاف أمرنا ". (4) الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأول فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ بالواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي فقلت: إن ذلك منه تقية قال ثم التفت وقال لي: " يا ابن أشيم إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود (عليه السلام) فقال: * (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) * (5) وفوض إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) فقال: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * (6) فما فوض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد فوضه إلينا " (7).
(١٣٠)