الباب الرابع والأربعون في أن علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كله عند أمير المؤمنين والأئمة:
وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): " لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم " من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول قال: قلت له: جعلت فداك، أخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) ورث النبيين كلهم؟
قال: " نعم " قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟
قال: " نعم، ما بعث الله نبيا إلا ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعلم منه " قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال: " صدقت، وسليمان بن داود قال: كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقدر على هذه المنازل قال: فقال سليمان بن داود للهدهد حين فقده وشك في أمره * (فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) * حين فقده وغضب عليه فقال: * (لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) * (1) وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء، فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والأنس والجن والشياطين والمردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه وإن الله يقول في كتابه: * (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) * (2) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف تحت الهواء، فإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها إلا يأذن الله به مع، ما قد أذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول: * (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) * (3) ثم قال: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) * (4) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ " (5).