قال: لأنه قتل آبائي وسبى الذراري فلذلك الحقد له في قلبي ولست أفارق ما أنا عليه.
فقيده وغله وحبسه وكتب إلي بخبره فأمرته أن يحمله إلي على حالته من القيود فلما مثل بين يدي زبرته وصحت به.
وقلت أنت الشاتم لعلي بن أبي طالب؟
فقال: نعم.
قلت: ويلك قتل من قتل وسبي من سبى بأمر الله تعالى وأمر النبي (صلى الله عليه وآله).
فقال ما أفارق ما أنا عليه ولا تطيب نفسي إلا به.
فدعوت بالسياط والعقابين فأقمته بحضرتي هاهنا وظهره إلي فأمرت الجلاد وجلده مائة سوط فأكثر الصياح والغياث فبال في مكانه فأمرت به فنحي عن العقابين وأدخل ذلك البيت وأومأ بيده إلى بيت في الإيوان وأمرت أن يغلق الباب عليه ففعل ذلك ومضى النهار وأقبل الليل ولم أبرح من موضعي هذا حتى صليت العتمة ثم بقيت ساهرا أفكر في قتله وفي عذابه وبأي شئ أعذبه، مرة أقول أعذبه على عداوته، ومرة أقول أقطع أمعاءه، ومرة أفكر في تغريقه أو قتله بالسوط وأستمر الفكر في أمره حتى غلبتني عيني في آخر الليل فإذا أنا بباب السماء قد انفتح وإذا النبي (صلى الله عليه وآله) قد هبط وعليه خمس حلل ثم هبط علي وعليه أربع حلل ثم هبط الحسن وعليه ثلاث حلل ثم هبط الحسين (عليه السلام) وعليه حلتان ثم نزل جبرائيل وعليه حلة واحدة، فإذا هو من أحسن الخلق في نهاية الوصف ومعه كأس فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء وأحسنه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) أعطني الكأس فأعطاه فنادى بأعلى صوته يا شيعة محمد وآله فأجابوه من حاشيتي وغلماني وأهل الدار أربعون نفسا أعرفهم كلهم، وإن في داري أكثر من خمسة آلاف إنسان فسقاهم من الماء وصرفهم.
ثم قال: أين الدمشقي فكأن الباب قد انفتح فأخرج إليه فلما رآه علي (عليه السلام) أخذه وقال: يا رسول الله هذا يظلمني ويشتمني من غير سبب أوجب ذلك.
فقال: خله يا أبا الحسن.
ثم قبض النبي (صلى الله عليه وآله) على زنده بيده وقال: أنت الشاتم علي بن أبي طالب؟
فقال: نعم.
قال: اللهم امسخه وامحقه وانتقم منه.
قال: فتحول وأنا أراه كلبا ورد إلى البيت كما كان وصعد النبي (صلى الله عليه وآله) وجبرائيل (عليه السلام) وعلي (عليه السلام) ومن كان معهم فانتبهت فزعا مذعورا فدعوت الغلام وأمرت بإخراجه إلي فأخرج وهو كلب.