الله في خلقه فلما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام وما من فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا المكتوبون بأسمائهم أسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ويردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة، نحن الآخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا، والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا من فارقنا هلك، ومن تابعنا نجا والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ومن مات وهو يحبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شئ بنا فتح الله الدين، وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا أنزل قطر السماء وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان مثلنا في كتاب الله مشكاة، والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح المصباح محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمصباح في زجاجة من عنصره الطاهر الزجاجة، كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ولا دعية ولا منكرة * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) * القرآن * (نور على نور) * * (يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) * فالنور علي (عليه السلام) يهدي الله لولايتنا من أحب وحق على الله أن بعث ولينا مشرقا جهة منيرا برهانه طاهرا عند الله حجته حقا على الله أن يجعل أوليائنا المتقين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات، ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات.
نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء ونحن أولاد الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * والذي أوحينا إليك يا محمد ما وصينا به إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب قد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولي العلم وأولي العزم من الرسل والأنبياء أن أقيموا الدين كما قال ولا تتفرقوا فيه وإن كبر على المشركين من أشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية الله يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية