المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٨٩
وآوى طريد رسول الله (ص) إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله منها، وسئل قبل ذلك أبا بكر وعمر في رده فلم يقبلا (1)، فعند ذلك ثار عليه الناس فقتلوه، وكان الصحابة والتابعون بين قاتل (2) وراض، ولم يحم عنه منهم أحد وترك ثلاثة أيام بغير دفن (3).
وقد شهد عمار بن ياسر، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن اليمان، وجماعة آخرون بكفره وقالوا: * (من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * [المائدة: 44] وكانوا يقولون علانية: " قتلناه (بحمد الله) كافرا " (4).
ثم بينت له أن عمر قد فتح البلاد بسيوف الصحابة وإمداد أهل البيت عليهم السلام كما نقل، ومع ذلك لا يدل على مدعاكم فيه، لأن ذلك للزيادة في ملكه، ونحن نجد الملوك يسفكون الدماء لفتح البلاد والزيادة في الملك، وإن استوجب

(١) نفي أبي ذر مجمع عليه عند المؤرخين والمحدثين، كالبلاذري والطبري والواقدي والمسعودي وأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، راجع مصادر التعليقة السابقة والغدير ٨ / ٢٩٢ - ٣٢٣.
(٢) وهو الحكم بن أبي العاص الأموي عم عثمان، وابن عم أبي سفيان، وقد رويت أحاديث كثيرة في لعنه وذريته، منها ما روي عن ابن الزبير أنه قال: ورب هذه الكعبة، إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان محمد (ص)، كان يتسمع سر رسول الله، وأراد أن يفقأ عينه بمدرى في يده، وكان يحكي مشية رسول الله (ص) وحركاته، فنفاه وطرده، فأعاده عثمان وأكرمه وأعطاه مائة ألف إفريقية، راجع أسد الغابة ٢ / ٣٣، الملل والنحل ١ / ١٩، شرح النهج ١ / ١٩٨، مجمع الزوائد ٥ / ٢٤٠ - ٢٤٤، فتح الباري ١٣ / ٩، سير أعلام النبلاء ٢ / ١٠٧ والغدير ٨ / ٢٤١ - ٢٦٧.
(٣) روى الطبري في تاريخه ٥ / ١٤٣ بإسناده إلى أبي بشير العابدي، قال: نبذ عثمان ثلاثة أيام لا يدفن... ثم دفن في حش كوكب، كانت اليهود تدفن فيه موتاهم... ورجم الناس سريره وهموا بطرحه... وفي رواية الواقدي أنهم أرادوا دفنه في دير سلع مقبرة اليهود... وفي رواية غيره:
أرادوا أن يصلوا عليه في موضع الجنائز فأبت الأنصار، وأقبل عمير بن ضابئ وعثمان موضوع على باب فنزا عليه وكسر ضلعا من أضلاعه وقال: سجنت ضابئا حتى مات في السجن... انظر أيضا شرح النهج ٢ / ١٥٨.
وأخرج السيد ابن طاووس في كتابه سعد السعود: ١٧٠ عن ابن عبد البر في الإستيعاب ٣ / ٨٠ بإسناده إلى عبد الملك بن الماجشون عن مالك، قال: لما قتل عثمان ألقي على المزبلة ثلاثة أيام، وذكر في روايته عن هشام بن عروة أنهم منعوا من الصلاة عليه.
(٤) أنظر: الغارات ١ / ٢٨٤، الشافعي ٤ / ١١٣، تفسير العياشي ١ / 323 ح 121.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست