المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٨٥
واتباعهم هوى أنفسهم في طلب الملك، وقد أخبر النبي (ص) بذلك في الأخبار المتقدمة.
وذكرت له قول أبي بكر: " إن لي شيطانا يعتريني " (1)، وعزله عن براءة، فلم يؤمن عليها، وهي سورة واحدة (2)، وهزيمته وهزيمة عمر في خبير وعدة مواطن (3).

(١) رواه جمع كثير من علماء الفريقين منهم: ابن جرير الطبري في تاريخه ٣ / ٢١١ بإسناده إلى عاصم بن عدي، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ / ١٦.
وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ١٨٣ عدة روايات في ذلك وفيه: قال ابن عباس: وفي رواية الكلبي: لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط.
(٢) قصة عزله عن تبليغ سورة براءة مصادرها كثيرة وعد " ٧٣ " حافظا وإماما وفقيها ومؤرخا من كبار أئمة الحديث عند أهل العامة، رووها وصححوها منهم إسماعيل السدي وابن هشام وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والدارمي وابن ماجة والترمذي والنسائي والطبري وأبو عوانة وابن حاتم الرازي والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي وابن المغازلي وابن عساكر وغيرهم.
(٣) وفي هذا الباب روايات كثيرة، نذكر منها ما وراه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٧ بإسناده إلى ابن أبي ليلى في حديث قال: إن رسول الله (ص) بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
وروى نحوه بإسناده إلى جابر: إن النبي (ص) دفع الراية يوم خيبر إلى عمر، فانطلق، فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم. وقال الفخر الرازي في تفسيره الكبير ٩ / ٥٠ في ذيل تفسير قوله تعالى: * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) * آل عمران: ١٥٥ قال: ومن الأنصار يقال لهما: سعد وعقبة، انهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام، فقال لهم النبي (ص): " لقد ذهبتم فيها عريضة ".
وأخرج ابن حجر العسقلاني في الإصابة ٢ / ١٩٠ في ترجمة رافع بن المعلى الأنصاري، عن ابن مندة من طريق ابن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) * الآية، نزلت في عثمان ورافع بن المعلى وخارجة بن زيد.
وأخرج في ج ٣ / ١٠١ في ترجمة سعيد بن عثمان الأنصاري، عن إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق الزبير في الآية المذكورة قال: منهم عثمان بن عفان وسعيد بن عثمان وعلقمة بن عثمان الأنصاريان، بلغوا جبلا بناحية المدينة ببطن الأعور، فأقاموا هناك ثلاثا.
وروى مثله الطبري في تفسيره جامع البيان ٤ / ٩٦ بطريقين.
وأخرج السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٣٥٥ و ٣٥٦ عدة روايات في ذلك.
وأرخ فرار عثمان يوم أحد جل المؤرخين وعلماء السير، انظر: تاريخ الطبري ٣ / ٢١، الكامل لابن الأثير ٢ / ١٥٨.
ويفيد المقام هنا ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ٢ / ٣٦٢ بإسناده إلى أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله عز وجل، وقتل النفس بغير حق، ونهب مؤمن، والفرار من الزحف..
وأخرجه مع أحاديث كثيرة في هذا المعنى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ١ / 102 - 105 باب في الكبائر.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست