المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٥٩
قال الوزير: نعم.
قال الملك: فمن هم أولئك الاثنا عشر؟
قال العباسي: أربعة منهم معروفون وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
قال الملك: فمن البقية؟
قال العباسي: خلاف في البقية بين العلماء (1).
قال الملك: عدهم.
فسكت العباسي.
قال العلوي: أيها الملك: الآن أذكرهم بأسمائهم حسب ما جاء في كتب علماء السنة وهم: علي، الحسن، الحسين، علي، محمد، جعفر، موسى، علي، محمد، علي، الحسن، المهدي عليهم الصلاة والسلام (2).

(١) عجز فقهاء أهل السنة عن تحديد الأئمة الاثنا عشر الذين أشارت إليهم هذه الروايات وإن كان أكثرهم قد أجمعوا على الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي إلا أنهم اختلفوا في الثمانية الباقين.
يقول صدر الدين الحنفي: الاثنا عشر هم الخلفاء الأربعة ومعاوية وابنه يزيد وعبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز ثم أخذ الأمر بالانحلال (شرح العقيدة الطحاوية).
ويقول السيوطي: الاثني عشر هم: الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز وهؤلاء ثمانية. ويحتمل أن يضم إليهم المهتدي العباسي لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية.
وكذلك الظاهر لما أوتيه من العدل، وبقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من آل البيت (تاريخ الخلفاء المقدمة).
وقال ابن الجوزي: قد أطلت البحث في معنى الحديث وتطلبت مظانه وسألت عنه فلم أقع على المقصود منه.. (كشف المشكل).
ونفس هذا الكلام قاله القاضي عياض وابن حجر العسقلاني وغيرهما (فتح الباري ج ١٣ / ١٨١ / ١٨) ويظهر لنا أن هذا التفسير لحديث الاثني عشر إنما هو تفسير سياسي أخضع النص للحاكم وحصره في دائرتهم. ولا يعقل أن يبشر الرسول (ص) بمعاوية ويزيد وحكام بني أمية وبني العباس الذين أفسدوا في الأرض وشوهوا الإسلام واستباحوا الدماء والأموال ويربط بهم عزة الإسلام..
(انظر لنا السيف والسياسة، ودفاع عن الرسول، وموسوعة آل البيت).
(٢) ورد عشرون نصا عن النبي (ص) في التنصيص على أسماء الأئمة الاثني عشر، عن طريق السنة وكتبهم، فمنها: فرائد السمطين ج ٤، تذكرة ابن الجوزي ص ٣٧٨، ينابيع المودة ص ٤٤٢، الأربعين للحافظ أبو محمد بن أبي الفوارس، مقتل الحسين لأبي المؤيد، منهاج الفاضلين ص ٢٣٩، درر السمطين، وغيرهم.
انظر تاريخ أئمة آل البيت الاثني عشر في مروج الذهب للمسعودي وتاريخ اليعقوبي والبداية والنهاية وطبقات ابن سعد ووفيات الأعيان لابن خلكان، وهذه الكتب قد مرت على سيرة هؤلاء الأئمة مرور الكرام وموهت على حركتهم ودورهم. انظر لنا موسوعة آل البيت..
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست