فقلت: فما سوغ لك تقليده؟
فقال: إنه مجتهد وأنا مقلد، والمقلد فرضه أن يقلد مجتهدا من المجتهدين.
فقلت: فما تقول في جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، هل كان مجتهدا من المجتهدين؟
فقال: هو فوق الاجتهاد، وفوق الوصف في العلم والتقى والنسب وعظم الشأن، وقد عد بعض علمائنا من تلاميذه نحو أربعمائة رجل كلهم علماء فضلاء مجتهدون، وأبو حنيفة أحدهم (1).
فقلت: قد اعترفت باجتهاده وتقواه، وجواز تقليد المجتهد، ونحن قد قلدناه، فمن أين تعلم أنا على الضلالة وأنكم على الهداية؟! مع أنا نعتقد عصمته، وأنه لا يخطئ، بل ما يحكم به هو حكم الله، ولنا على ذلك أدلة مدونة، وليس كأبي حنيفة يقول بالقياس والرأي والاستحسان ويجوز عليه الخطأ (2).