المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٦٤
قال الملك للوزير: هل ورد هذا الحديث عن رسول الله؟
قال الوزير: نعم ورد (1)!
قال الملك: مغضبا: كنت أظن أنك أيها العباسي ثقة، والآن تبين لي كذبك!
قال العباسي: إني أعرف إمام زماني!
قال العلوي: فمن هو؟
قال العباسي: الملك!
قال العلوي: اعلم أيها الملك أنه يكذب، ولا يقول ذلك إلا تملقا لك!
قال الملك: نعم إني أعلم أنه يكذب، وإني أعرف نفسي بأني لا أصلح أن أكون إمام زمان الناس، لأني لا أعلم شيئا، وأقضي غالب أوقاتي بالصيد والشؤون الإدارية!
ثم قال الملك: أيها العلوي فمن هو إمام الزمان في رأيك؟
قال العلوي: إمام الزمان في نظري وعقيدتي هو (الإمام المهدي) عليه السلام كما تقدم الحديث حوله عن رسول الله (ص) فمن عرفه مات ميتة المسلمين. وهو من أهل الجنة، ومن لم يعرفه مات ميتة جاهلية وهو في النار مع أهل الجاهلية!
وهنا تهلل وجه الملك شاه وظهرت آثار الفرح والسرور في وجهه والتفت إلى الحاضرين قائلا:
اعلموا أيتها الجماعة أني قد اطمأننت ووثقت من هذه المحاورة (وقد كانت دامت ثلاثة أيام) وعرفت وتيقنت أن الحق مع الشيعة في كل ما يقولون ويعتقدون، وأن أهل السنة باطل مذهبهم، منحرفة عقيدتهم، وأني أكون ممن إذا رأى الحق أذعن له واعترف به، ولا أكون من أهل الباطل في الدنيا وأهل النار في الآخرة ولذلك فإنني أعلن تشيعي أمامكم، ومن أحب أن يكون معي فليتشيع على بركة الله ورضوانه ويخرج نفسه من ظلمات الباطل إلى نور الحق!

(1) أنظر الحافظ النيسابوري في صحيحه ج 8 ص 107، ينابيع المودة ص 117، نفحات اللاهوت..
وانظر تخريجات أخرى له في مناقشة ابن تيمية لابن المطهر الملحقة بالكتاب.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست