المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٥٦
قال الملك للوزير: هل ما يذكره العلوي صحيح؟
قال الوزير: نعم إني رأيت في التواريخ ما يذكره العلوي (1)!
قال العلوي: وهذا هو السبب لكراهة الشيعة أبا بكر وعمر!
ثم أضاف قائلا: ويدلك على وقوع هذه الجريمة من أبي بكر وعمر أن المؤرخين ذكروا أن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر وعمر وقد ذكر الرسول (ص) في عدة أحاديث له: (إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها) وأنت أيها الملك تعرف ما هو مصير من غضب الله عليه!؟
قال الملك (موجها الخطاب للوزير): هل صحيح هذا الحديث؟ وهل صحيح أن فاطمة مات وهي واجدة - أي غاضبة - على أبي بكر وعمر؟
قال الوزير: نعم ذكر ذلك أهل الحديث والتاريخ (2)!

(١) أنظر تاريخ الطبري. وانظر تفاصيل الصدامات التي وقعت في سقيفة بني ساعدة في نهاية الأرب في فنون الأدب، والبداية والنهاية وفتح الباري ج ٧ كتاب الفضائل باب فضل أبي بكر وقول عمر لسعد بن عبادة: اقتلوه قتله الله ورد عليه قيس ابن سعد عليه: إياك يقتل. ورواية عائشة عن عمر:
لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك (فتح الباري).
وقال عمر حين رأى قوات قبيلة أسلم تدخل المدينة لنصرة أبو بكر: الآن أيقنت بالنصر. (انظر الطبري).
(٢) صحيح البخاري كتاب الخمس الحديث رقم ٢ وفيه في باب غزوة خيبر وكتاب الفرائض، وصحيح الترمذي ج ١ باب ما جاء من تركه رسول الله والإمامة والسياسة ومستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٣ وميزان الاعتدال ج ٢ ص ٧٢ وكنز العمال ج ٦ ص ٢١٩ وغيرهم.
ويروي البخاري عن الرسول (ص) قوله: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني. (باب مناقب فاطمة).
ويروى أن عليا دفن فاطمة ليلا وصلى عليها (طبقات ابن سعد ج ٨).
ويروى أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من أبيها مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خميس خيبر. فأبى أبو بكر أن يدفع إليها شيئا فوجدت - غضبت - فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته. فلم تكلمه حتى توفيت، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبو بكر وصلى عليها علي. (مسلم كتاب الجهاد والسير).
ومن المعروف تاريخيا أن موقف أبي بكر من فاطمة كان يشاركه فيه عمر الذي لم يكن أبو بكر يقطع أمرا دونه..
ويروى أن فاطمة قالت لهما: والله لا أكلمكما أبدا، فماتت ولا تكلمهما (الترمذي كتاب السير).
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست