المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٥٠
أما عمر فإنه هاجم البلاد وأدخلهم في الإسلام بالسيف والقهر، ولذلك كره الناس الإسلام واتهموه بأنه دين السيف والقوة، لا دين المنطق واللين وصار سببا لكثرة أعداء الإسلام، فإذن: فتوحات عمر شوهت سمعة الإسلام وأعطت نتائج سلبة معكوسة (1).
ولو لم يغصب أبو بكر وعمر وعثمان الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام، وكان الإمام يتسلم مهام الخلافة بعد الرسول مباشرة لكان يسير

(١) فرض الجهاد في الإسلام من أجل الدفاع عن الدعوة وليس من أجل الهجوم على الآخرين وإخضاعهم للمسلمين. وحركة الفتوحات لم تكن سوى صراع بين حكومتين:
حكومة مسلمة..
وحكومة كافرة..
ولم يكن لشعوب هذه الدول صلة أو مصلحة في هذه الحروب.
ولما كانت خلافة عمر باطلة كانت فتوحاته باطلة. فما بني على باطل فهو باطل.
وفيما يتعلق بنصوص الجهاد الواردة في القرآن فهي نصوص خاصة بالرسول (ص) وبالإمام المنصوص عليه بعده. فالرسول أو الإمام هما الجهة الوحيدة التي يحق لها رفع راية الجهاد في مواجهة الآخرين.
وهي حين ترفعه فإنها ترفعه بمشروعية..
وتطبقه بمشروعية.
فلا تقتل ولا تسبى إلا بحق..
أما الخلفاء بداية من أبي بكر ومن بعده فإنهم أساؤوا التطبيق لهذه النصوص واستثمروها لصالح حكمهم ونفوذهم.. والمتأمل في حركة الغزو والفتوحات يتبين له من خلال نتائجها أنها كانت لا تخرج عن كونها صورة من صور الحروب السياسية. فقد كثرت الجواري والرقيق في واقع المسلمين نتيجة لهذه الحروب في قصور الخلفاء والكبراء وسائر المسلمين. وكان من المفروض أن تنتهي هذه الظاهرة من واقع المسلمين. فالإسلام جاء ليقضي على الرق وهو ما كان واضحا من سلوك الرسول (ص) ومواقفه. وهذا الأمر إن دل على شئ فإنما يدل على التطبيق الخاطئ للنصوص وإهمال النصوص التي جاءت للقضاء على هذه الظاهرة. هذا مع الإشارة إلى المفاسد والانحرافات الجنسية التي سادت واقع المسلمين بسبب هذه الظاهرة.
وكان من نتائج هذه الفتوحات أيضا أن فتحت الدنيا على المسلمين فنسوا دورهم ورسالتهم كدعاة مبشرين بالحق والعدل والسلام وتحولوا إلى حملة سيوف يبشرون بالقتل والقهر والدماء..
ومن الملاحظ أن الإمام علي لم يشارك في أي من هذه الحروب التي وقعت بعد وفاة الرسول بعد أن حروبه بعد الرسول كانت مع أهل القبلة فقاتل عائشة وطلحة والزبير ثم معاوية والخوارج وكانت النصوص الصريحة في صفه.
(انظر لنا السيف والسياسة وانظر أحاديث الخوارج في مسلم كتاب الزكاة).
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست