معنى الفعل المتقدم، لان في معنى الزخرف من القول معنى الغرور، فكأنه قال: يغرون غرورا، وقوله:
* (يوحي) * أي يوسوس ويلقى خفية بعضهم إلى بعض، وقوله: * (زخرف القول) * أي المزين الذي يستحسن ظاهرا ولا حقيقة له ولا أصل، والمراد بشياطين الانس والجن مردة الكفار من الفريقين، وقيل: شياطين الانس الذين يغرونهم وشياطين الجن الذين من ولد إبليس.
وعن بعض المفسرين عن ابن عباس أن إبليس جعل جنده فريقين فبعث فريقا منهم إلى الانس وفريقا إلى الجن، فشياطين الجن والإنس أعداء الرسل والمؤمنين، فيلتقي شياطين الانس وشياطين الجن في كل حين فيقول بعضهم لبعض: أضللت صاحبي بكذا فأضل صاحبك بمثلها، فذلك معنى * (يوحي بعضهم إلى بعض) * (1).
وعن أبي جعفر (ع) أنه قال: " إن الشياطين يلقى بعضهم بعضا فيلقى إليه ما يغوى به الخلق حتى يتعلم بعضهم من بعض " (2).
والوحي مصدر وحي إليه يحي من باب وعد، وأوحى له بالألف مثله، وجمعه " وحي " والأصل فعول مثل فلوس ثم غلب استعمال الوحي فيما يلقى إلى الايمان من عند الله.
وفي القاموس: الوحي الإشارة والكتابة والمكتوب والرسالة والالهام والكلام الخفي وكلما ألقيته إلى غيرك - انتهى.
و " الفرج الوحي " بتشديد الياء:
السريع، ومثله " موت وحي " مثل سريع لفظا ومعنى، فعيل بمعنى فاعل، ومنه " ذكاة وحية " أي سريعة.
و " الوحا الوحا " بالمد والقصر أي السرعة السرعة، وهو منصوب بفعل مضمر.
واستوحيته: استصرخته.