مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٤٦٨
رحمتك ".
والايجاب والوجوب متقاربان في المعنى، وقال بعض الأفاضل: الفرق بينهما كالفرق بين الضارب والمضروب، فالضارب هو المؤثر في الضرب، والمضروب هو المؤثر فيه، فالضارب اسم اشتق لذات والمعنى قائم بغيرها، والايجاب معناه التأثير، والوجوب هو حصول الأثر، فكأن الله تعالى لما أوجب علينا شيئا وجب، فالأول يقال له الايجاب والثاني الوجوب.
وج د قوله تعالى: * (لا تجد قوما) * [58 / 22] الآية. قال الشيخ أبو علي:
هو من التخييل، أي من الممتنع المحال أن تجد قوما يوالون من خالف الله ورسوله، والغرض أنه لا ينبغي أن يكون ذلك، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال مبالغة في النهي عنه.
قوله: * (ألم يجدك يتيما فآوى) * [93 / 6] قال المفسر: هو من الوجود الذي بمعنى العلم، والمنصوب مفعول وجد، والمعنى ألم يكن يتيما وذلك أن أباه مات وهو جنين أو بعد مدة قليلة على اختلاف الرواية فيه، وماتت أمه وهو ابن سنتين، فآواه الله بجده عبد المطلب وبعمه أبي طالب بعد وفاة عبد المطلب، وحببه إليه حتى كان أحب إليه من جميع أولاده وكفله ورباه، ولما مات عبد المطلب كان ابن ثمان سنين.
قوله: * (فلم تجدوا ماءا فتيمموا) * [4 / 43] الآية. قال بعض المفسرين:
يمكن أن يراد بعدم وجدان الماء عدم التمكن من استعماله وإن كان موجودا، فيسري الحكم إلى كل من لا يتمكن من استعماله كفاقد الثمن أو الآلة أو الخائف من لص أو سبع ونحوهم.
قال: وهذا التفسير وإن كان فيه تجوز إلا أنه هو المستفاد من كلام محققي المفسرين من الخاصة والعامة - انتهى، وهو جيد.
قوله: * (لتجدن أشد الناس عداوة) * [5 / 82] الآية قال المفسر: اللام في لتجدن لام القسم والنون دخلت لتفصل بين الحال والاستقبال. قال: وهذا مذهب الخليل وسيبويه. و * (عداوة) * منصوب على التمييز.
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571