إنها بعثت إلى النبي سليمان بن داود (ع) خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحلاهن وخمسمائة جارية على زي الغلمان وكلهم على سروج الذهب والخيل المسومة وألف لبنة من الذهب والفضة وتاجا مكللا بالدر والياقوت والمسك والعنبر وحقا فيه درة سمينة وجزعة معوجة الثقب، وبعثت إليه رجلين من أشراف قومها وهما منذر بن عمرو واخردار وهما ذوا عقل وقالت: إن كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري وثقب الدرة ثقبا مستويا وسلك في الخزرة خيطا، ثم قالت المنذر: إن نظر إليك نظر غضبان فهو ملك فلا يهولنك أمره وان رأيته بشا لطيفا فهو نبي، فأعلم الله تعالى نبيه سليمان بن داود (ع) بذلك فأمر الجن فضربوا لبن الذهب والفضة وفرشوها في ميدان طوله سبعة فراسخ وأخطأوا مكان ألف لبنة، فلما وصلا إليه ميز الغلمان من الجواري وثقب الجذعة وسلك في ثقبها خيطا وفرش اللبن في تلك البقعة التي تركوها خالية كأن تلك اللبنة سرقت من ذلك اللبن وقد تلقاه باللطف والبشاشة (1).
وفي الدعاء: " اللهم اهدني فيمن هديت " أي اجعل لي نصيبا وافرا من من الاهتداء معدودة في زمرة المهتدين من الأنبياء والأولياء.
وفيه: " اللهم اهدني من عندك " قيل:
يمكن أن يراد بالهداية هنا الدلالة الموصلة إلى المطلوب وهو الفوز بالجنة ومحو آثار العلائق الجسمانية وقصر العقل على عبادة الرحمن واكتساب الجنان.
و " الهادي " من أسمائه تعالى، وهو الذي بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته، وهدى كل مخلوق إلى ما لابد له منه في بقائه ودوام وجوده.
و " الهادي " الدليل، ومنه قوله تعالى:
* (ولكل قوم هاد) * [13 / 7].