مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٥٧٣
(منها) القوة التي يفارق فيها البهائم، وهي القوة الغريزية التي يستعد بها الانسان لادراك العلوم النظرية، فكما أن الحياة تهئ الجسم للحركات الاختيارية والادراكات الحسية فكذا القوة الغريزية تهئ الانسان للعلوم النظرية والصناعات الفكرية.
و (منها) قوة بها تعرف عواقب الأمور فتقمع الشهوة الداعية إلى اللذة العاجلة وتتحمل المكروه العاجل لسلامة الآجل فإذا حصلت هذه القوى سمي صاحبها عاقلا من حيث أن إقدامه بحسب ما يقتضيه النظر في العواقب لا بحكم الشهوة العاجلة والقوة الأولى بالطبع والأخيرة بالاكتساب وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين (ع) بقوله (رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع فلا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع).
و (منها) قوتان أخراوتان: إحداهما ما يحصل بها العلم بأن الاثنين أكثر من الواحد، والشخص الواحد لا يكون في مكانين، فيقال لها التصورات والتصديقات الحاصلة للنفس الفطرية. والأخرى التي يحصل بها العلوم المستفادة من التجارب بمجاري الأحوال، فمن اتصف بها يقال إنه عاقل في العادة، والأولى منهما حاصلة بالطبع والأخرى بالاكتساب كالأولتين كما قرر في محله. وسيجئ مزيد بحث في هذا المقام في نفس انشاء الله.
وأقوت الدار: خلت، وقويت مثله.
وفي الدعاء: (إن معادن إحسانك لا تقوى) أي لا تخلو، يريد به الاعطاء والافضال.
وفى الخبر: (إنا قد قوينا فأعطنا من الغنيمة) أي قد نفدت أزوادنا وجعنا ولم يكن عندنا شئ نقتات به.
و (القواء) بالفتح والمد: الفقر، و (بات القواء) أي بات جائعا.
والاقواء في الشعر: اختلاف حركات الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب ومجرور.
والقى بالكسر والتشديد من القوى
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445