على نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه نجا، وقلب منكوس وهو قلب المشرك، وقلب مطبوع هو قلب المنافق، وقلب أزهر أجرد وهو قلب المؤمن فيه كهيئة السراج إن أعطاه الله شكر وإن ابتلاه صبر) (1).
والقلب: هو الفؤاد، وقيل هو أخص منه، وقيل هما سواء. والجمع (قلوب) مثل فلس وفلوس.
وعن بعض أهل التحقيق: إن القلب يطلق على معنيين: أحدهما اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر، وهو لحم مخصوص وفي باطنه تجويف وفي ذلك التجويف دم أسود، وهو منبع الروح ومعدنه، وهذا المعنى من القلب موجود للبهائم بل للميت. المعنى الثاني لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب تعلق، وتلك اللطيفة هي المعبر عنها بالقلب تارة وبالنفس أخرى وبالروح أخرى وبالانسان أيضا، وهو المدرك العالم العارف، وهو المخاطب والمطالب والمعاقب، وله علاقة مع القلب الجسداني، وقد تحير أكثر الخلق في إدارك وجه علاقته، وإن تعلقه يضاهي تعلق الاعراض بالأجسام أو الأوصاف بالموصوفات، أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة، أو تعلق المتمكن بالمكان، وشبه ذلك - انتهى.
وهذا هو المراد من قوله (ع):
(ليس من عبد يقبل بقلبه على الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين عليه).
وفي حديث الفروض على الجوارح:
(وأما ما فرض الله على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم) وفسر الاقرار: الاقرار بما جاء من عند الله تعالى من نبي أو كتاب، والمعرفة بالتصور المطلق، والعقد بالاذعان القلبي وهو التصديق، وقد جاء في تفسيره به في الحديث: (والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله).
وفي الخبر: (قلب المؤمن بين